العمل الإيجابي هو فكرة سياسية وإطار سياسي يهدف إلى تصحيح التفاوتات التاريخية والنظامية والتمييز ضد بعض الفئات في المجتمع. وعادة ما يتم تنفيذه من خلال قوانين ولوائح تتطلب أو تشجع الكيانات مثل الحكومات والمؤسسات التعليمية وأصحاب العمل على اتخاذ إجراءات محددة تزيد من مشاركة الفئات التي تعاني من القلة التمثيلية.
تطورت فكرة العمل الإيجابي في منتصف القرن العشرين، في الأساس في الولايات المتحدة، كاستجابة لحركة حقوق الإنسان والنضال ضد التمييز العنصري. استخدم هذا المصطلح لأول مرة في هذا السياق من قبل الرئيس جون إف. كينيدي في عام 1961 عندما أصدر الأمر التنفيذي 10925، الذي يتطلب من المقاولين الحكوميين "اتخاذ إجراءات إيجابية لضمان توظيف المتقدمين للعمل، ومعاملة الموظفين أثناء العمل، بغض النظر عن عرقهم أو عقيدتهم أو لونهم أو أصلهم الوطني".
في السنوات التي تلت ذلك، توسعت سياسات العمل الإيجابي لتشمل ليس فقط الأقليات العرقية والعرقية ولكن أيضًا النساء والمجموعات الأخرى التي تم تهميشها تاريخيًا. هدف هذه السياسات هو خلق فرص أكثر تكافؤًا في مجالات مثل التعليم والتوظيف، حيث كانت هذه المجموعات تمثل نسبة قليلة تاريخيًا.
ومع ذلك، كانت سياسة العمل الإيجابي موضوع جدل وتحديات قانونية. يعتبر النقاد أنها تشكل تمييزًا عكسيًا، مما يضعف مبدأ الجدارة. بينما يؤكد المؤيدون، من ناحية أخرى، أنها إجراء ضروري لتصحيح الظلم التاريخي وتعزيز التنوع والاندماج.
بينما نشأت الفكرة في الولايات المتحدة، تم اعتماد سياسات مماثلة بأشكال مختلفة حول العالم. على سبيل المثال، في الهند، هناك سياسات الحجز للطبقات والقبائل التي تعاني من التهميش التاريخي في التعليم والوظائف الحكومية. في جنوب أفريقيا، سعت السياسات ما بعد الفصل العنصري إلى تصحيح التوازن العرقي في التوظيف ومجالات أخرى.
في الختام، تعتبر العملية الإيجابية سياسة وإطار سياسي يهدف إلى تعزيز المساواة والتنوع من خلال التصدي للتمييز التاريخي والنظامي ضد بعض الفئات. تختلف تنفيذها وتأثيرها بشكل كبير في مختلف البلدان والسياقات، مما يعكس تعقيدات عدم المساواة الاجتماعية والمناقشات المستمرة حول أفضل السبل للتعامل معها.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Affirmative Action ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.